المسلم.. الإيراني.. العربي.. “شرير” هوليوود الجديد

بينما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من المعاهدة النووية مع إيران، نلاحظ أن هوليوود تعمل منذ سنوات على بناء صورة عدو جديد يحل محل “الشرير” الشيوعي القديم. هذا العدو الجديد هو المسلم العربي أو الإيراني كإرهابي في كامل قوته. رغم كل هذا، تنجح بعض الأفلام في الإفلات من هذه الصورة الكاريكاتورية.

لا يجب أبداً التقليل من أهمية الجهل الطافح في الأفلام والمسلسلات الأمريكية المتعلقة بالعالم العربي والإسلامي. ففي حلقة “هوملاند” (الوطن) » الخاصة بسوريا، والتي تم تصويرها في جنوب إفريقيا، كان على الممثلين العرب المحليين الذين تم توظيفهم للقيام بدور الإرهابيين ومثيري الكراهية أن يقوموا بكتابة شعارات معادية للأمريكيين على الجدران في مخيم اللاجئين.

ووفقًا لصحيفة الغارديان البريطانية التي أوردت القصة، فكر الفنانون في الوهلة الأولى في رفض اقتراح العمل “إلى أن أدركنا أنه بإمكاننا تمرير خلافنا مع محتوى المسلسل”.

وهكذا أصبحت “كاري” بطلة المسلسل تمر أمام كتابات جدارية باللغة العربية تعلن بأن “مسلسل هوملاند عنصري”، و“هوملاند ليس مسلسلا”، “لا تثقوا في هذه القصة”، “هذا البرنامج لا يعكس رؤية الفنانين”. وأثارت الحادثة ضحكا عارما في البلدان العربية. وقد ظهر جليا أن لا أحد من طاقم المسلسل كان يعرف قراءة اللغة العربية.

الشقراء و“الفتى الشرير”

قام جاك شاهين من جامعة جنوب إلينوي بدراسة “أساطير العرب-لاند” من خلال فيلم وثائقي وكتاب بعنوان “العرب الأشرار الحقيقيون”: كيف تقوم هوليوود بذم الناس »(interlink books, 2009 ) منذ بداية السينما. وهو يرى أن الهنود الحمر وحدهم من أسيء لهم أكثر من العرب على الشاشة. وقد أصبح العربي اختصارًا لشخص الشرير، بعد فترة طويلة من موافقة صناعة السينما على القيام بتغيير في طريقة تمثيل مجموعات الأقليات الأخرى. فمن خلال حوالي 300 فيلم يتضمن شخصيات مسلمة (عربية أو إيرانية) تمت دراستها، نجد نفس النسبة من الأفلام الرديئة التي هي في أفلام الغرب (واستارن) والتي تجعل منهم العدو العام رقم واحد؛ وهو عدو وحشي رافض للحضارة الغربية التي ينوي تدميرها عن طريق الرعب.

يظهر العربي في الأفلام التاريخية على أنه يعيش في الصحاري مع حريمه حيث تؤدي النسوة رقصات شرقية وهن مرتديات غلالات خفيفة. أما القائد، فهو دوما بكرش كبير، والوزيردوما خائن، كما تم تصويره بشكل كاريكاتوري مثالي في فيلم “علاء الدين” لوالت ديزني. بينما يعود دور ابنة السلطان دائما إلى ممثلة بيضاء “مستشرقة”.

والصورة النمطية “للشيخ” (الذي شخصه “رودولف فالنتينو” عام 1921 في الفيلم الذي يحمل نفس الاسم) مستلهمة مباشرة من الاستشراق التصوري والرومانسي الأوروبي. ونرى في فيلم “هاروم سكاروم” (حفل في الحريم- 1965) ألفيس بريسلي يقوم بإنقاذ حياة أمير ويكافئه هذا الأخير بإهدائه حريم، غير أن ألفيس يرفض لأنه وفي لخطيبته في البلاد.

ألهمت قصص “ألف ليلة وليلة” ما لا يقل عن عشرة أفلام. ففي فيلم “علاء الدين” لديزني( 1992) يعلن المقطع الأول لأغنية الفيلم ( بالإنجليزية) بأننا في بلد “يتم فيه التعذيب وقطع أيادي اللصوص”.

فالعربي، وهو من كبار قطاع الطرق، مثله مثل الهنود الحمر في الغرب الأمريكي، يقوم بمهاجمة القوافل، ويعيش في واحة ويبحث دائماً عن امرأة بيضاء، كما هو الحال في فيلم جوهرة النيل (1985) أو في فيلم أبدا لا تقل أبدا مرة أخرى(1983) حيث يتم عرض الممثلة “كيم باسينجر” في المزاد على عرب شهوانيين.

أحدثت أزمة 1973 والارتفاع الحاد في أسعار النفط صدمة عميقة في المجتمع الأمريكي. في فيلم “شبكة”)(Network ـ وضع اليد على التلفزيون – 1976) تظهر شخصية الأمير الخليجي (الجديدة) الغني والبليد والجشع الذي يشتري كل أمريكا.

في أحد المشاهد، يطلب المذيع التلفزيوني من الأمريكيين أن يصرخوا بكراهيتهم من نوافذهم مذكرا بذلك بالخطابات الهتلرية ضد اليهود خلال ليلة البلور.1.

صورة الإرهابي في أعقاب ١١ سبتمبر

كان لهجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001 في نيويورك وواشنطن صدمة مماثلة للهجوم الذي شنه اليابانيون في “بيرل هاربر” على الأسطول الحربي الأمريكي في 7 ديسمبر / كانون الأول 1941، وقد أخذ المسلم بصفة واضحة المرتبة الأولى في ترتيب الأشرار.

غير أن هذا المجال الذي لم تكن تنقصه التغذية قبل هذا التاريخ – مع أفلام “تحت الحصار” (Under Siege -1986)؛ “مطلوب: حيا أو ميتا”(1987)؛ “أكاذيب حقيقية” (True Lies -1994) – قد عرف نفسا جديدا مع سلسلة “هوملاند” (2011)، أو أفلام “حرب الزومبي العالمية” ( 2013) و“سلاحف النينجا” ( 2014) و“قناص أمريكي” ( 2014).

تعالج المسلسلات التليفزيونية “سليبر سيل” (خلايا نائمة ) و“هوملاند” حالات الخلايا الإسلامية النائمة وتغذي أسبوعيا الخوف من عدو خفي. ففي مسلسل “جيل القتل”/ (Generation kill – 2008) المتعلق بفرع من قوات المارينز الأمريكية في العراق عام 2003 ( هناك موقع مخصص له) لا وجود لأي بطل عراقي. كما لا توجد أيضا أية شخصية عراقية إيجابية في فيلم “قناص أمريكي” التي تروي سيرة القناص الأمريكي “كريس كايل”، في حين كانت تتداول على شبكة الإنترنت مآثر القناص العراقي “جوبا” ، الذي تبدو صورته قليلة الجاذبية بالنسبة للسينما الهوليودية.

وقد لاحظت “اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز”، التي اعتبرت أن هذا التمثيل مشين ومهين، أنه “في كل مرة يقوم فيها أحد العرب بالوضوء قبل إقامة الصلاة ، تنذر الصورة المشاهد بأن عنفا سيحصل”

في فيلم “مجموع كل المخاوف” 2012- (The sum of all fears ) المقتبس من رواية “توم كلانسي” يتم تصور هجوم إرهابي يشنه عرب إسلاميون خلال السوبر باول، المباراة النهائية في دوري كرة القدم الأمريكية. كان ذلك فورا بعد 11/9 وكان “جورج دبليو بوش” يريد أن ينأى بنفسه عن فكرة شن حرب دينية ضد الإسلام. وإثر احتجاج “مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية” تم استبدال دور الإرهابيين العرب بنازيين أوروبيين جدد. ولكن ذلك كان استثناء.

فالعربي-الإيراني-الإرهابي من التوابل الحارة المحببة إلى السيناريوهات الباهتة التي لا نفس كبير لها. ففي فيلم “العودة إلى المستقبل 1- 1985” يقوم إرهابي بإطلاق نار رشاش على عالم من دون أن نعرف جيداً ما علاقة ذلك بالقصة. وفي سلسلة “بريزون بريك”، الموسم 2، الحلقة 15، يطالب العميل كيم بإخفاء قضية محرجة قائلا: “أشعل النار في فلوريدا أو قم بأي شيء (…) أو ابحث عن مستودع مليء بالعرب”)2

العداء لأمريكا يوحّد كافة الأشرار

يبدو الإرهابي إنسانا مهووسا ذو نظرة مجنونة ومع ذلك فهو أبله قليلا: ففي فيلم “العودة إلى المستقبل 1” يتعطل رشاشه وترفض سيارته التحرك؛ وفي فيلم “أكاذيب حقيقية” تسرق منه فتاة مفتاح المفجر النووي. كما لا يملك هذا الإرهابي المختبئ في طوابق ناطحة سحاب حيلة أمام التصميم البارد “لأرنولد شوارزنيغر” وهو يقود طائرة ذات إقلاع عمودي (ربما كانت متوقفة عند سفح المبنى).

لكننا نصل إلى قمة الهذيان في فيلم “قواعد الاشتباك” ( 2000) حيث يؤمر الكولونيل “تيري تشايلدرز” بتأمين إجلاء السفارة الأمريكية في اليمن والتي كانت تواجه حشدا مسلحا لا يمكن السيطرة عليه. يأمر الكولونيل بفتح النار ويقتل طفلة ذات ساق واحدة. وأمام المحكمة العسكرية، وبعد أن تخلى عنه الجميع، يدافع عنه العقيد “هودجز” الذي يعمل على برهنة بأنه كانت هناك حالة من الدفاع عن النفس: فحتى الطفلة ذات الساق الوحيدة وهي في سن العاشرة تصور على أنها كانت تطلق النار على الجنود الأمريكيين!

وبالتالي يتحول الشرق الأوسط الى بوتقة انصهار يتعاون فيها جميع الأشرار. تظهر سلسلة “هوملاند” معسكرا لحزب الله الشيعي مليء بلاجئين سوريين أتوا من منطقة الرقة السنية. ويظهر سوري سني فار من قنابل نظام بشار الأسد وهو يلجأ إلى منطقة يسيطر عليها حزب الله الشيعي بقيادة شيخ سني!

تصور سلسلة “آرمي وايفز » (2007)يتيمة عراقية صغيرة تستقبلها عائلة وهي تقر بأن”الأمريكيين لا يريدون إلحاق الأذى بالشعب العراقي » على عكس ما يروجه الناس في بلدها ، وتتعلم الطفلة الطبخ (الأمريكي).

بالمقابل، لا توجد كلمة أو فيلم واحد معادي للمملكة العربية السعودية، باستثناء فيلم “المملكة” (2007) الذي يشير إلى الهجوم الإرهابي على معسكر “الخبر” عام 1996.

يتابع الفيلم تحقيقا يجريه عميل من مكتب التحقيقات الفيدرالي بخصوص التفجير الذي أودى بحياة 19 جنديًا أمريكيًا. وقد قامت كل من الكويت والبحرين بحظر عرض الفيلم، لكن الرياض لم تقم بذلك الإجراء لأن المتعاون السعودي ليس لديه دور سيء في الفيلم. ويلمح السيناريو إلى مسؤولية حزب الله الشيعي حتى يتم تحاشي اتهام تنظيم القاعدة. مع أن “وليام بيري”، وزير الدفاع الأمريكي، اعترف في مقابلة أجريت معه سنة 2007 بعكس ذلك: « أعتقد الآن أن القاعدة، وليس إيران، هي المسؤولة عن الهجوم الذي وقع عام 1996 على القاعدة الأمريكية. وقد أكد وزير الداخلية السعودي قوله، لكن ذلك لم يكن يناسب كتّاب السيناريوهات بهوليوود.

أفلام ممنوعة وأخرى تحت مقصّ الرقيب

ولهذا الهوس الهوليوودي آثار في المقابل. فبالنسبة للمواطنين العرب، كل فيلم ينتقد العالم العربي هو هوليوودي الطبع. كما كان الحال مثلا مع الفيلم الهاوي المفرط في الركاكة “براءة المسلمين”(2012) الذي تم بثه على أرضية يوتوب، والذي يظهر المسلمين والرسول بأنهم عديمي الاخلاق ووحوش. وقد أدت المظاهرات المناهضة للولايات المتحدة التي تلت ذلك البث إلى مقتل أربعة أشخاص في تونس، أربعة في ليبيا، اثنان في السودان وواحد في لبنان.

وتزايد بعض الشخصيات الدينية في المسألة. فخالد المغربي، من مسجد الأقصى في القاهرة – والذي سبق أن سجن بسبب خطاباته العنصرية -أكد في خطبة خلال عام 2017 أن مسلسل“عائلة سيمبسون” (The Simpsons) ، “هو بدعة من بدع عبدة الشيطان المتآمرة منذ 17 عامًا” والتي تكون قد أعلنت عن مجيء دونالد ترامب إلى السلطة وعن هجمات 11 سبتمبر.

لا تثير قائمة أفلام هوليوود المحظورة في بعض البلدان الإسلامية المفاجأة: “ليس بدون ابنتي” في إيران؛ “الماتريكس 2” الذي تم حظره في مصر لأنه يشكك في عقيدة الخلق الإلهي للكون ؛ “ألكسندر” (2004) حظر في إيران بسبب العلاقة المثلية التي كانت تربط البطل ب“هيفايستونٌ” ، وذلك بعد أن اكد الرئيس محمود أحمدي نجاد بأن مثل هذه الانحرافات الجنسية لا وجود لها في بلاده.

في فيلم “300” (2007) و“300” 2، (ولادة إمبراطورية ، 2014)، وبخصوص معركتي “ماراثون وسالاميس” ، يشبه داريوس (الذي يتم تصويره دوما في ملابس السباحة) رجل “بانك” أمريكي مخدر، تغطي الأوشام والثقوب جسمه. ويظهر الفرس على شكل همجيين، جهلة وعدوانيين.

ثيميستوكليس، البطل الخارق الذي يتعين أن يبقى متوسطا الشاشة، لا يمكن إقحامه ضمن التشكيلة المنظمة والمنضبطة للجنود “الهوبلت” التي كانت هي وحدها سبب النصر (الإخراج فرض ذلك). باختصار، يصف الفيلم الفرس كما يصف أحمدي نجاد اليهود والأمريكيين اليوم. يتبنى فيلم “كتلة أكاذيب” (2008) أطروحة تواطؤ إيران مع قادة تنظيم القاعدة وأيضا مع الاتجار بالمخدرات.

عند نهاية الحلقة المائة من الموسم السابع من “هوملاند” ( الموسم الثامن في طور التحضير) نكون قد قمنا بجولة كاملة في الشرق الأوسط: العراق وأفغانستان، ثم لبنان وقطاع غزة، اليمن، إيران وأخيرا سوريا، ناهيك عن “قرصة” من فنزويلا، وفي الموسم السابع، “قرصة” من روسيا (ومازال ليس ثمة أي شيء يشير الى المملكة العربية السعودية بعد كل هذه الحلقات).

وتتعاون في هذه الأفلام والمسلسلات المنظمات الإرهابية مع بعضها بعضا، بغض النظر عن خلافاتها: فتنظيم القاعدة وحزب الله اللبناني وحركة طالبان والمخابرات الباكستانية وتنظيم الدولة الإسلامية، يتوافقون بشكل جيد في بيروت، مدينة المليشيات والنساء المحجبات.

للتذكير، “هوملاند” مقتبس من المسلسل الإسرائيلي “هاتوفيم” الذي يروي نفس القصة. هناك نسخة روسية قيد الإنجاز وحتما سيتم اعتبارها كعمل دعائي من قبل الدول الغربية.3

وفي الأخير قد يختفي الزومبي وراء الفلسطينيين. في فيلم “حرب الزومبي العالمية” (2013)، إذ يلجأ البطل الباحث عن مكان آمن لتجنب “الأموات-الأحياء” إلى مدينة القدس بنصيحة من العسكر. وقد تجنب هذا الإقليم غزو الأموات-الأحياء بفضل الحائط الفاصل ذي ال٦ أمتار علوا و700 كلم طولا الذي أقامه الإسرائيليون ضد الفلسطينيين. هذا ما يسمى جدار مزدوج الغرض: ضد الفلسطينيين وضد الزومبي. وفي فيلم دلتا فورس (1986)، يقوم التنظيم العالمي “الثوار الجدد” الذي يعلن ولاءه لآية الله الخميني بتحويل طائرة يتم تحريرها في الأخير، كما لم يفت على “شوك نوريس” مواجهة قائد المجموعة الخاطفة في قتال فردي.

وعلى متن الطائرة، يقوم فريق الكوماندوس بتبادل نخب مع الرهائن مع أداء مذهل لنشيد “أمريكا ذي بيوتيفول” يشيد بالتعددية الثقافية والوطنية. مع أنه لا يذكر أبدا في الواقع أنه قام مناضلون خمينيون بخطف طائرة، ولكن هل هذا مهم؟

في “30 دقيقة بعد منتصف الليل” الذي يروي عملية مطاردة أسامة بن لادن ، يقوم الفيلم بشرح مطول لممارسة التعذيب، مما يعطي الانطباع للمشاهد بأن ذلك ما ساعد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في العثور على مخبأ بن لادن في باكستان.

وكان الرئيس “جورج دبليو بوش” قد صادق قانونياً على ممارسة التعذيب من خلال مطالبته من قانونيين بارزين تقديم ثلاث مذكرات تستغل حدود اتفاقيات جنيف حتى يتم حرمان السجناء “قانونيا” من الحماية التي يكفلها القانون الدولي.

ومع ذلك لم يتردد بوش، خلال اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، في حزيران/يونيو 2003 ، على التأكيد بأن الولايات المتحدة “تكرس جهودها للقضاء على التعذيب على المستوى العالمي، وأنها في طليعة هذه المعركة من خلال إعطاء المثل”.

تأثير الحرب على العراق

لكن الأمور تتغيرمن حيث لا نتوقع ، مما يجبر هوليوود على التفكير. فالجنود أصبحوا سينمائيين وقد عايشوا فظائع سجن أبو غريب ، ومجزرة المحمودية في عام 2006 ، وأشرطة فيديو لجثث محترقة…

يشرح المخرج بول غرينغراس : “بالنسبة لحرب فيتنام ، كان هناك انتظار أكثر من عشر سنوات بين مرحلة الذروة 1965-1969 لظهور فيلم ّ”أبوكاليبس ناو“(1979) وفيلم”صائد الغزلان“(رحلة الى نهاية الجحيم- 1978)؛” أصبحت المعلومات تتسارع اليوم، يجب أن يكون التفاعل أسرع ». اليوم تخرج الافلام عن الحرب والحرب متواصلة.

وأمام صعوبة انتقاد السياسة الرسمية، لا يزال الكتّاب يفضلون الموضوع المتكرر لسينما ما بعد حرب فيتنام المتمثل في صدمة المقاتل أو العودة المستحيلة إلى البلاد ، لكنهم يلتزمون الصمت حيال ما يعيشه العراقيون أو الأفغان.

يصور فيلم “خزانة الألم” ( 2008- The Hurt Locker) الحياة اليومية لفريق إزالة الألغام وفيه جرعة كبيرة من الأدرينالين. ولكن الفيلم يتجنب الخوض في مشروعية الحرب وفي عواقبها على السكان المحليين.

في “وادي إلاه” ( 2007)، يبقى الموضوع متعلقا بالاضطرابات النفسية الخطيرة التي يتعرض لها البطل الفار من الجيش والذي كان قد دهس طفلا بعربة عسكرية.

يختار المخرج “برايان دي بالما” الأسلوب الوثائقي في فيلم “أفعال محظورة”(Redacted- 2007) للتطرق إلى أحداث حقيقية خلال الحرب في العراق، مثل اغتصاب فتاة في الرابعة عشر من العمر من طرف مشاة البحرية الأمريكية أو تفجيرات انتحارية عند نقاط التفتيش مستوحاة من أشرطة الفيديو بثها جنود على الإنترنت. ولم يعرض الفيلم سوى في 15 قاعة سينما واتهم المخرج بالقيام بدعاية معادية لأمريكا.

استلهم فيلم “معركة من أجل حديثة” (2007) من عملية ضد قافلة لمشاة البحرية في العراق تلتها عملية انتقامية أدت الى مقتل 24 بريئا في نوفمبر / تشرين الثاني 2005.

يعالج “غود كيل” (قتل جيد) (2014) الحرب الحديثة التي تخاض بقنابل يتم إطلاقها عبر طائرات بدون طيار (درون) يوجهها جنود لا يغادرون الأرض الأمريكية. وتم تصوير ذلك من خلال بطل مخالف للعرف (antihéros) مصاب بالاكتئاب، يتهم الولايات المتحدة بإثارة الكراهية وصنع الإرهابيين.

لقد أصبحت أفلام الدعاية البحتة أكثر ندرة، لكن تبقى العينة “العربية-المسلمة” موردا واسعا ووفيرا بما فيه الكفاية لكي يتسنى لكتاب السيناريوهات تصميم بضع عشرات من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الأخرى لمدة عقد من الزمن قبل أن ينضب هذا المجال. نأمل ذلك على الأقل…

1الاسم الذي أعطي لمجزرة ضد اليهود وقعت من ليلة 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1938 حتى 10 نوفمبر 1938 واليوم التالي في جميع أنحاء ألمانيا

2ذكر من طرف فرانسوا جوست في:De quoi les séries américaines sont-elles le symptôme ?, CNRS éditions, 2011 ; p. 54

3Francesca Fattori (dir.), « Séries télévisées. Paix et guerre sur le petit écran », Carto n° 33, janvier-février 2016

L’Arabo-irano-musulman, nouveau « méchant » d’Hollywood

Alors que le président Donald Trump est sorti de l’accord sur le nucléaire iranien, Hollywood s’emploie depuis des années à construire l’image d’un nouvel ennemi qui remplace le méchant communiste : l’Arabo-irano-musulman, un terroriste en puissance. Il arrive toutefois que quelques films échappent à la caricature.

Il ne faut jamais sous-estimer l’ignorance qui irrigue parfois les films et les séries américaines sur le monde arabe et musulman. Dans l’épisode de Homeland sur la Syrie, tourné en Afrique du Sud, les acteurs arabes locaux engagés pour faire les terroristes et sécréter de la haine devaient aussi écrire des graffitis antiaméricains dans le camp de réfugiés. Selon le Guardianbritannique qui rapporte l’histoire, les artistes ont d’abord songé à décliner la proposition, « jusqu’à ce que nous réalisions que nous pouvions faire passer notre désaccord avec la série ». Ainsi, l’héroïne Carrie passe devant des graffitis en arabe qui proclament : « Homeland est raciste », « Homeland n’est pas une série », « Ne faites pas confiance à cette histoire », « Ce programme ne reflète pas la vision des artistes ». Ce fut un immense éclat de rire dans les pays arabes. Personne ne savait lire l’arabe dans l’équipe de tournage !

LE « BAD GUY » ET LA FEMME BLANCHE

Jack Shaheen, de l’université du Sud-Illinois a étudié les « mythes d’Arabland » dans un documentaire et un livre, Reel Bad Arabs : How Hollywood Vilifies a People (Interlink books, 2009) depuis les débuts du cinéma. Selon lui, seuls les Indiens auraient été plus maltraités à l’écran. L’Arabe est devenu un raccourci du bad guy,longtemps après que l’industrie du cinéma a eu accepté de modifier la représentation d’autres groupes minoritaires. Dans les quelque 300 films aux personnages musulmans (Arabes ou Iraniens) étudiés, on retrouve la même proportion de « navets » que pour les westerns, faisant d’eux l’ennemi public n° 1, brutal, refusant la civilisation occidentale qu’il entend détruire par la terreur.

L’Arabe des films historiques vit dans le désert avec son harem et ses femmes qui dansent la danse du ventre en voilages légers. Le chef est ventripotent, le vizir est un traitre parfaitement caricaturé dans Aladdin de Walt Disney. La fille du sultan est toujours jouée par une actrice blanche « orientalisée ». Le stéréotype du « cheik » (personnalisé par Rudolph Valentino en 1921 dans le film éponyme, puis dans Le fils du cheik en 1926) est directement inspiré de l’orientalisme pictural et romanesque européen. Dans le film musical Harum Scarum, (C’est la fête au harem, 1965), Elvis Presley sauve la vie d’un émir qui lui fait cadeau d’un harem. Mais Elvis reste fidèle à sa fiancée au pays.

Les Mille et une nuits ont inspiré au moins une dizaine de films. Dans Aladdin de Disney (1992), le premier couplet de la chanson du film (en anglais) annonce qu’on est dans un pays où « on torture et coupe la main des voleurs ». L’Arabe, bandit de grand chemin, attaque les caravanes comme les Indiens dans les westerns, vit dans une oasis et recherche toujours une femme blanche, comme dans Le Diamant du Nil (1985), ou dans Never say Never again (Jamais plus jamais, 1983) avec la mise aux enchères de Kim Basinger au profit de lubriques Arabes.

La crise de 1973 et la hausse brutale des prix du pétrole traumatisent la société américaine en profondeur. Avec le film Network (Main basse sur la télévision (1976), le personnage (nouveau) de l’émir du Golfe richissime, idiot et cupide achète toute l’Amérique. Dans une des scènes, le présentateur de télévision appelle les Américains à crier leur haine à leurs fenêtres, rappelant les discours hitlériens de dénonciation des juifs lors de la Nuit de cristal1.

LA FIGURE DU TERRORISTE POST 11-SEPTEMBRE

Les attentats du 11 septembre 2001 à New York et Washington constituent un choc analogue à l’attaque de la flotte de guerre américaine par les Japonais à Pearl Harbor le 7 décembre 1941, et le musulman prend largement la tête du classement des méchants. Le créneau, déjà bien fourni avant cette date — avec Under Siege (1986) Wanted : dead or alive (1987) True Lies(1994) —, trouve un nouveau souffle avec la série Homeland(2011), ou les films World War Z (2013) Teenage Mutant Ninja Turtles (2014) et American Sniper (2014). Les feuilletons télévisés Sleeper Cell ou Homeland traitent le cas des cellules islamistes dormantes, alimentant de façon hebdomadaire la peur de l’ennemi caché. Dans la série Generation kill (2008) sur une section de marines en Irak en 2003 (un site lui est consacré), il n’y a aucun héros irakien. Aucun personnage irakien positif non plus dans le film American Sniper, histoire du sniper américain Chris Kyle, alors que sur Internet circulaient les exploits du sniper irakien « Juba », beaucoup moins photogénique.

L’American-Arab Anti-Discrimination Committee jugeant ces présentations insultantes et injurieuses, déclarait : « Chaque fois qu’un Arabe accomplit le rituel de se laver les mains avant la prière, cette image annonce au spectateur qu’il va y avoir de la violence. » Quelquefois, ces protestations aboutissent, mais c’est rare. The sum of all fears (La somme de toutes les peurs, 2002) tiré d’un roman de Tom Clancy imaginait un attentat de terroristes arabo-islamistes durant le Super Bowl2. On est alors dans l’immédiat après 11-Septembre et George W. Bush tient à se démarquer de l’idée d’une guerre religieuse contre l’islam. Devant la protestation du Council on American-Islamic relations, les terroristes arabes sont transformés en néonazis européens.

Mais c’est l’exception. L’Arabo-irano-terroriste sert à mettre du piment dans des scénarios qui s’essoufflent. Dans Back to the Future 1 (Retour vers le futur 1, 1985), un terroriste libyen mitraille le savant sans qu’on sache très bien quel est le rapport avec l’histoire. Dans Prison Break, saison 2, 15e épisode, l’agent Kim exige d’étouffer une affaire : « Allumez un feu de forêt en Floride ou n’importe quoi (…) ou trouvez un entrepôt plein d’Arabes »3.

TOUS LES MÉCHANTS UNIS DANS LEUR HAINE DES ÉTATS-UNIS

Le terroriste est un maniaque au regard fou, mais un peu idiot : dans Retour vers le futur 1, sa mitraillette s’enraye et sa camionnette refuse de démarrer ; dans True lies il se fait subtiliser par une jeune fille la clé du détonateur nucléaire. Mais caché dans les étages d’un gratte-ciel, il ne peut rien contre le calme froid d’Arnold Schwarzenegger aux commandes de son avion à décollage vertical (probablement stationné au pied de l’immeuble). Le sommet du délire est atteint dans Rules of engagement (L’enfer du devoir, 2000). Le colonel Terry Childers est appelé pour évacuer l’ambassade américaine au Yémen face à une foule armée et incontrôlable. Il ordonne d’ouvrir le feu et tue une petite fille unijambiste. Devant un tribunal militaire, abandonné de tous, il est défendu par le colonel Hodges qui va démontrer qu’il y avait légitime défense : même la petite fille unijambiste de 10 ans tirait au pistolet sur les GI.

Dès lors le Proche-Orient devient un melting-pot dans lequel tous les méchants collaborent. Homeland montre un camp du Hezbollah chiite, plein de réfugiés syriens venus de la région sunnite de Rakka. Un Syrien sunnite fuyant les bombes du régime de Bachar Al-Assad se réfugie dans une zone contrôlée par le Hezbollah chiite dirigé par un cheikh sunnite ! La série américaine Army Wives (2007) imagine une petite orpheline irakienne accueillie dans une famille, qui reconnait « que les Américains ne veulent pas de mal au peuple irakien »,contrairement à ce que racontent des gens dans son pays, et elle apprend à faire la cuisine (américaine).

En revanche, pas un mot ni un film contre l’Arabie saoudite, excepté The Kingdom (Le Royaume, 2007) évoquant l’attaque terroriste sur le compound (camp) d’Al-Khobar en 1996. Le film suit l’enquête d’un membre du FBI sur l’attentat qui tua 19 soldats américains. Il a été censuré par le Koweït et Bahreïn, mais pas par Riyad car le collaborateur saoudien n’a pas le mauvais rôle. Le scénario sous-entend la responsabilité du Hezbollah chiite pour ne pas accuser Al-Qaida. William Perry, secrétaire américain à la défense, avoua pourtant dans une entrevue accordée en 2007 : « Je pense désormais Al-Qaida plutôt que l’Iran responsable de l’attentat de 1996 visant la base américaine. » Le ministre de l’intérieur saoudien de l’époque confirmera ses dires, mais cela ne convenait pas aux scénaristes d’Hollywood.

DES FILMS INTERDITS OU CENSURÉS

Cette obsession hollywoodienne génère des effets en retour. Pour la population arabe, tout film critiquant le monde arabe est hollywoodien, comme le très mauvais film d’amateur Innocence of Muslims (L’innocence des musulmans, 2012), diffusé sur YouTube, qui présente les musulmans et le Prophète comme immoraux et brutaux. Les manifestations antiaméricaines ont fait quatre morts en Tunisie, quatre en Libye, deux au Soudan et un au Liban. Des dignitaires religieux eux-mêmes en rajoutent. Khaled Al-Maghrabi, de la mosquée Al-Aqsa du Caire — emprisonné dans le passé pour ses discours racistes — affirme dans un sermon de 2017 que la série Les Simpsons, « création des adeptes du Diable qui complote depuis 17 ans » avait annoncé l’arrivée au pouvoir de Donald Trump, et les attentats du 11-Septembre.

La liste des films hollywoodiens interdits dans certains pays musulmans est sans surprise : Not Without My Daughter(Jamais sans ma fille) en Iran The Matrix Reloaded, interdit en Egypte parce qu’il remet en question le dogme de la création divine de l’univers Alexander (2004), interdit en Iran à cause de la relation homosexuelle du héros avec Hephaistion, le président Mahmoud Ahmadinejad ayant affirmé que de telles déviations sexuelles n’existaient pas dans son pays. Dans 300 (2007) et sa suite 300 2 (La naissance d’un empire, 2014) sur les batailles de Marathon et de Salamine, Darius — toujours en maillot de bain — ressemble à un punk américain drogué couvert de tatouages et de piercings. Les Perses sont des barbares incultes et agressifs. Thémistocle, le super héros qui doit rester au centre de l’écran ne peut pas être mélangé avec la formation serrée et disciplinée d’hoplites qui seule permit la victoire, (mise en scène oblige). En somme le film décrit les Perses comme Ahmadinejad décrit les juifs et les Américains aujourd’hui. Body of Lies (Mensonges d’État, 2008) reprend la thèse de la complicité de l’Iran avec les leaders d’Al-Qaida, mais aussi avec le trafic de drogue.

Au bout du centième épisode de la septième saison de Homeland(une huitième est en préparation), nous aurons fait le tour complet du Proche-Orient : l’Irak et l’Afghanistan, puis le Liban et la bande de Gaza, le Yémen, l’Iran et enfin la Syrie, sans oublier une pincée de Venezuela et, pour la septième saison, la Russie (toujours rien sur l’Arabie saoudite). Les organisations terroristes collaborent entre elles, quelles que soient leurs divergences : Al-Qaida, Hezbollah libanais, talibans, services pakistanais et organisation de l’État islamique (OEI) s’entendent très bien à Beyrouth, ville de miliciens et de femmes voilées. Pour mémoire, Homeland est l’adaptation de la série israélienne Hatufim qui raconte la même histoire. Une version russe est en cours qui sera certainement considérée comme de la propagande par les pays occidentaux4.

Enfin, les Palestiniens peuvent cacher des zombies. Dans World War Z (2013), le héros à la recherche de l’endroit sûr pour éviter les morts-vivants se réfugie à Jérusalem sur le conseil des militaires. Le territoire a été préservé de l’invasion par le mur de séparation de 6 mètres de haut et 700 kilomètres de long, érigé par les Israéliens contre les Palestiniens. C’est ce qu’on appelle un mur à double usage : contre les Palestiniens et les zombies. Dans Delta Force (1986), l’organisation mondiale New revolutionaries se réclamant de l’ayatollah Khomeini détourne un avion finalement libéré par le commando, non sans que Chuck Norris n’ait affronté le chef du commando en combat singulier. À bord, les commandos trinquent avec les otages libérés dans une étonnante interprétation de l’hymne America The Beautifulvantant le multiculturalisme et le patriotisme. On n’a pas souvenir d’un détournement d’avion commis par des militants khomeinistes, mais est-ce si grave ?

Dans Zero Dark Thirty (2012) qui raconte la traque d’Oussama Ben Laden, le film s’attarde longuement sur des séances de torture conduites par la CIA. Est-ce que celles-ci ont aidé la CIA à trouver la cachette de Ben Laden au Pakistan ? Le film n’est pas explicite à ce sujet.. Le président George W. Bush a validé juridiquement la torture en demandant à d’éminents juristes trois memorandum exploitant les limites des Conventions de Genève afin de priver « légalement » les prisonniers de la protection du droit international. Lors de la Journée internationale de soutien aux victimes de la torture en juin 2003, Bush n’en affirme pas moins que les États-Unis « se consacrent à l’élimination mondiale de la torture et qu’[ils] sont à la tête de ce combat en montrant l’exemple ».

LE POIDS DE LA GUERRE D’IRAK

Mais les choses changent là où on ne les attend pas, obligeant Hollywood à commencer à réfléchir. Les soldats sont devenus des cinéastes et ils ont vécu les horreurs de la prison d’Abou Ghraib, le massacre de Mahmoudiya en 2006, les vidéos de cadavres brûlés… « Pour le Vietnam, il a fallu attendre plus de dix ans entre le climax 1965-1968 et Apocalypse now (1979) ou Voyage au bout de l’enfer (1978) « aujourd’hui l’information s’accélère, il faut réagir plus vite », explique le réalisateur Paul Greengrass. Maintenant les films sortent alors que la guerre se poursuit.

Face à la difficulté de critiquer la politique officielle, les scénaristes privilégient toujours le thème fréquent du cinéma de guerre post-Vietnam, à savoir le traumatisme du combattant ou l’impossible retour au pays, mais restent muets sur le vécu des Irakiens ou des Afghans. Le film The Hurt Locker (Démineurs,2008) raconte le quotidien d’une équipe de déminage, avec sa dose d’adrénaline, mais le film évite le questionnement sur le bien-fondé du conflit et ses conséquences sur la population locale. L’invisibilité de l’ennemi sert à la fois à le rendre plus dangereux et à lui retirer son droit à la parole, voire à le déshumaniser. In the Valley of Elah (Dans la vallée d’Elah, 2007), le sujet reste les graves troubles psychologiques dont est victime le héros déserteur qui avait renversé un enfant avec un véhicule militaire.

Dans Redacted (2007), Brian de Palma choisit le mode documentaire pour évoquer des événements réels de la guerre en Irak, comme le viol d’une fillette de 14 ans par les marinesaméricains ou les attentats-suicides aux points de contrôle, s’inspirant des vidéos postées sur Internet par les soldats. Mais le film n’est sorti que dans 15 salles et il lui a été reproché de faire de la propagande antiaméricaine. Battle for Haditha (2007) est inspiré d’un attentat contre un convoi de marines en Irak qui causera en représailles la mort de 24 innocents en novembre 2005. Good Kill (2014) traite de la guerre moderne, celle qui se joue à coup de bombes lâchées par des drones pilotés par des soldats qui ne quittent pas le sol américain à travers un militaire antihéros dépressif. Il accuse les États-Unis d’attiser la haine et de fabriquer des terroristes.

Les films de pure propagande deviennent plus rares, mais le panel arabo-musulman reste suffisamment large et fourni pour que les scénaristes conçoivent encore quelques dizaines de films, de séries télévisées pendant une petite décennie avant que le filon ne s’épuise. Du moins l’espère-t-on.

PIERRE CONESA

1NDLR. Nom donné au pogrom contre les juifs qui se déroula dans la nuit du 9 au 10 novembre 1938 dans toute l’Allemagne.

2NDLR. Finale du championnat de football américain.

3Cité par François Jost dans De quoi les séries américaines sont-elles le symptôme ?, CNRS éditions, 2011 ; p. 54.

4Francesca Fattori (dir.), « Séries télévisées. Paix et guerre sur le petit écran », Carto n° 33, janvier-février 2016.

RETROUVEZ L’ARTICLE ORIGINAL SUR ORIENT XXI

Georges Nasser sur la Croisette

Soixante ans après sa sélection officielle au Festival de Cannes en 1957, Abbout Productions et la Fondation Liban Cinéma présentent une copie nouvellement restaurée d’Ila Ayn ? (Vers l’inconnu ?) du réalisateur Georges Nasser, pionnier du cinéma libanais, qui sera projetée dans la prestigieuse section Cannes Classics dans le cadre de la 70e édition cannoise. La boîte de production libanaise et la FLC, qui œuvrent pour le renouveau du cinéma libanais, ont initié la restauration du film, convaincues qu’il est « un trésor national qui devrait être préservé et redécouvert par le public à l’occasion de son 60e anniversaire ».

71415_552949_518899_large

La restauration a été effectuée avec le soutien de BankMed-Liban, en association avec l’association Nadi Lekol Nas, qui s’occupe de la préservation du patrimoine culturel libanais, et la boîte de production The Talkies. Les travaux de restauration ont été réalisés par Neyrac Films-France à partir de la copie originale marron 35 mm qui a été scannée en résolution 4k, retouchée et étalonnée dans une résolution de 2k. La restauration sonore est réalisée par db Studios-Liban. Cette nouvelle copie d’Ila Ayn ? sera en aussi bonne qualité que la copie du film initialement projetée à Cannes en 1957. La boîte de production Abbout est également en train de produire un long-métrage documentaire intitulé Un certain Nasser réalisé par Antoine Waked et Badih Massaad. Le film retrace le parcours atypique de Georges Nasser et sa lutte pour la création d’une industrie cinématographique libanaise. Son histoire reflète aussi l’histoire d’un pays et d’un cinéma national. Ce documentaire sera projeté ultérieurement dans le cadre de la célébration du 60e anniversaire d’Ila Ayn ?.

En 1957, le film de Georges Nasser était non seulement le premier film libanais sélectionné en compétition officielle à Cannes, mais aussi le premier film d’auteur libanais et le premier ayant représenté le Liban internationalement, positionnant ainsi le pays sur la carte du cinéma mondial.

Retrouvez l’article sur le site de l’Orient le Jour

logo_large

HOMMAGE Faten Hamama, une grande actrice et une femme rebelle

L’actrice égyptienne Faten Hamama, icône du cinéma arabe et ex-épouse du célèbre comédien Omar Sharif, est décédée le 17 janvier et a été inhumée le 18 janvier au Caire. Le site tunisien Leaders revient sur le parcours de cette grande dame de l’écran arabe.

Leaders | Slaheddine Dchicha
19 janvier 2015

Tout un chacun, dans tous les pays arabes, connaît, ne serait-ce que par ouï-dire, la grande Faten Hamama qui vient de disparaître le 17 janvier à l’âge de 84 ans. Tout le monde connaît « la grande dame de l’écran », tout le monde l’a vue dans au moins un des cent films dans lesquels elle a joué.

En effet, depuis ses 7 ans, cette séduisante – c’est le sens du mot « faten » en arabe – brune a tourné avec les plus grands réalisateurs : Ezzedin Zoul-Fikar – son premier mari qu’elle a épousé contre la volonté de son père qui s’y opposait en raison de leur écart d’âge –, Henri Barakat, Youssef Chahine… On l’aura compris, Faten Hamama a touché à tous les genres, les mélodrames populaires, les comédies musicales et les films réalistes et engagés. La variété de cette offre lui a gagné une large popularité qui explique la haute fréquence du prénom Faten dans l’onomastique arabe contemporaine.

Un splendide couple mythique

La séduisante colombe – traduction littérale du prénom [Faten] et du nom [Hamama] – a eu comme partenaires à l’écran tous les jeunes premiers et tous les grands acteurs égyptiens, mais elle a attiré le plus séduisant et le plus célèbre d’entre eux, un certain Michel Demitri Chalhoub, un Grec catholique melkite d’Alexandrie [d’origine libanaise, ses parents s’étaient installés en Egypte au début du XXe siècle] qui, par amour et pour pouvoir l’épouser, s’est converti à l’islam et pour harmoniser son nom au sien est devenu Omar Sharif. Ainsi, après la transgression du tabou paternel en s’opposant à la volonté de son père, elle en a accompli une deuxième en divorçant de son réalisateur de mari et en épousant un non-musulman.

Après la naissance de leur fils Tareq, Faten Hamama et Omar Sharif constitueront jusqu’aux années 1970 un couple mythique. Mais aussi mythique fût-il, ce couple sera défait par la volonté de la rebelle Faten. En effet, lorsque son époux a cédé aux sirènes d’Hollywood, où il deviendra une star internationale en jouant notamment dans Docteur Jivago et Lawrence d’Arabie, elle a refusé de le suivre et a continué son combat social et féministe en Egypte.

Et, pour se libérer et libérer Omar, elle a décidé de divorcer. Sans doute inspirée par son vécu, elle est parvenue à tourner en 1975 dans le film Ouridou Hallan [Je veux une solution], où elle interprète le combat d’une femme égyptienne pour obtenir un divorce. Ce film a suscité des débats houleux et des polémiques passionnées et a permis en fin de compte une révision de la législation égyptienne en faveur des femmes désirant le divorce.

Engagement féministe

C’est sans doute en raison de sa popularité, de ses combats pour la liberté – elle a manifesté un soutien sans faille à la guerre d’indépendance des Algériens – et surtout de son engagement féministe qu’elle a été nommée docteur honoris causa de l’Université américaine de Beyrouth (AUB) en même temps que trois autres lauréats dont Noam Chomsky, l’esprit américain le plus libre et le plus rebelle.

Quant à l’ultime rébellion, l’ultime transgression, elle ne sera pas accomplie par Faten, mais par son petit-fils, Omar Sharif Jr, le fils de Tareq. Titulaire d’une maîtrise en sciences politiques de la London School of Economics, le petit-fils de l’interprète de Lawrence d’Arabie et du Docteur Jivago est top-modèle et il parle l’anglais, l’espagnol, le français, l’hébreu et le yiddish. En mars 2012, le jeune homme, qui a fui son pays après l’arrivée au pouvoir des Frères musulmans, a fait son coming out dans un article du magazine The Advocate : « Je suis égyptien, je suis juif et je suis gay », lâchait-il. Son grand-père, Omar Sharif, a alors pris la parole pour soutenir de tout son cœur son petit-fils : « Personne n’a le droit de contrôler ses actions ou de limiter sa liberté », a-t-il affirmé.

Et ainsi la boucle de la tolérance, de la rébellion et de la liberté se trouve-t-elle bouclée.

[Retrouvez l’article sur Leaders…]